من انا؟
اني اسال نفسي كل يوم هذا السؤال ولكن لا استطيع ان اجاوبه؟ من انا حقا؟
لا استطيع ان اجد نفسي. دائما اظن ان جزءا مني مفقود, ليس جزءا وانما كلي من هي؟ وأين هي؟
هل سبق لك الاحساس بهذا الشعور عندما يسالك احد من ما من انت؟
فتظن للحظة وجيزة انك تعرف الاجابة وتظن انك ستخرج الكلمات لتجاوب علي السؤال وفجاءةتطبق شفاهك عن الكلام ولا تجد الكلمات المناسبة لتعبر بها عن نفسك, ثم تتساءل وتسال نفسك من انا؟
وها انا اسال نفسي هذا السؤال من أنا؟
لقد ترددت كثيرا قبل ان اجاوب علي هذا السؤال ومازلت غير متاكدة من الاجابة, فهل يستطيع الانسان حقا ان يعبر عن نفسه كما هي؟
ولكني لا اظن ذلك
ومع ذلك فهذه انا كما اراها
من أنا؟
ففي يوم من الايام كنت تلك الفتاةالصغيرة ذات الضفيرتين التي تخرج كل صباح من بيتها الي المدرسة متمنيةيوما جميلا , فتلعب وتلهو دون ان تفكر في الماضي ولا المستقبل, تلك الفتاة البريئة التي تبتسم لها الدنيا وتتفتح الزهور لسعادتها. تلك الفتاة التي لطالما تتفتح لها الابواب المغلقة , ولكن اين ذهبت هذه الفتاة الصغيرة البريئة؟
لقد تلاشت مع الايام مع الدهر, كل يوم اتساءل اين هي؟ فقد افتقدتها كثيرا ودائما ابحث عنها لكني لا استطيع ان اجدها, لا استطيع ان استرد ابتسامتها , براءتها, طفولتها السعيدة
ولكن رغم ذلك مازلت اشعر بوجود جزء منها داخلي لم يتلاشي بعد ولكني لا استطيع استخراجه, هل تعرف لماذا؟؟
لانها لم تعد تنتمي لهذا العالم القاسي لانه ليس عالمها الذي تعودت عليه
لقد تحولت حياتي من بعدك الي ظلام حالك, فاين انت لتخرجيني من هذا الظلام, اني احتاج اليك ولكني اعلم اني لن اجدك ثانية, لانك انتهيت مع مرحلة من مراحل عمري حيث ولت ولن تعود.
ولكن هل هذه هي النهاية؟ هي لن تعود ولن اجد احدا ابدا ليخرجني مما انا فيه من العذاب والوحدة.
أين ذهب زمن البراءة والسذاجة؟ لقد ولي هذا الزمن ونام نوما عميقا ليستيقظ بدلا منه عالما مليئا بالاشواك والمخاوف والالم
لكني لن اقبل بهذا ولن اسكت ابدا. لن يمنعني احد من الهروب من هذا العالم القاسي
اريد الهروب ولكني لا اعرف كيف!!
هانذا في منتصف الظلام وحيدةابحث من حولي عن مخرج لاخرج منه ولكني لم اجد اي مخرج.
فجلست وحيدة في ركن بعيد والظلام يحيط بي وانا خائفة وابكي, فاذا بضوء خافت يظهر من وسط الظلام وبدا يشتد هذا الضوء حبة بحبة, فمسحت دموعي وركضت نحو الضوء وبدا يتضح شكل من بعيد لم اعرفه في بداية الامر وكلما اقترب كلما وضح اكثر
فاذا بجواد ابيض نقي مثل الثلج ويعلوه فارس شجاع بسيفه وزيه الاسود الامع, فصهل الجواد وتوقف امامي ونزل الفارس من علي جواده لياخذ بيدي, فتجمد لساني ولم استطيع ان اقول سوي . من أنت؟
قال بصوت اجش: الا تعرفينني
فقلت : لا من أنت؟
قال: كيف لا تعرفينني!!! وكنت تبحثين عني منذ زمن بعيد, فاحس قلبي بقلبك وبدات ابحث عنك انا ايضا حتي وجدتك.
فذهلت وقلت له: تبحث عني انا!! من انا لتبحث عني؟
فقال لي: انا وانت شخص واحد , نفس واحدة خلقنا لنكون معا, لنكمل بعضنا
ولكني تهت عنك قليلا ولكن وجدتك اخيرا, فاني اسف حقا لاني تركتك وحدك في الظلام كل هذه المدة
فقلت: لا تتاسف, المهم انك وجدتني وانا اخيرا وجدتك
قفال لي: اذن لقد عرفتي من انا؟
فقلت له: نعم
فقال: اذن من انا؟
فقلت: إنك عقلي وقلبي, انك جزئي المفقود, انك كلي
فقا: اصبت
وفجأءة........ شدني بقوة فوق جواده فاصبحنا شخصا واحدا, فاصبحت انا هو في زيه الاسود الامع وسيفه اصبح سيفي انا واحسست احساسا غريبا لم اشعر به من قبل وهو شعور القوة بعد الضعف والتكامل بعد التفكك وركضت بجوادي وتجاوزت كل الاشواك وأنا بلعب في منخيريرت الظلام الحالك لاخرج الي النور
فاحسست اني تخلصت من كل وحدتي ومخاوفي وظلامي تخطيت الاشواط ووصلت الي النور, فاحسست ان وجدت نفسي وعرفت وجهتي وعرفت من هو هذا الفارس.......... انه انا المفقودة منذ زمن اخيرا وجدتها ووجدت شجاعتي ووجدت عقلي الذي ظننت اني فقدته ولكنه عاد لي سليما
فعرفت من انا؟ فهل عرفت انت؟
فانا لم اعد تلك الفتاة الصغيرة ولكني انا الانسانة الراشدة العاقلة التي كانت تائهة ووجدت جزئها المفقود وبدات رحلتها مع الحياة وعرفت مهمتي فلم اعد احتاج الي تلك الفتاة الصغيرة لترشدني
لاني وضعت قدمي علي اول الطريق بدات اعرف حقا من أنا بعد ان وجدت طريقي ووجهتي فيالحظي لاني بدات اعرف من انا؟
و......... ياليت انت ايضا تعرف من انت؟
امضاء
cinderella
اتمني ان الموضوع يعجبكم ومستنية ردودكم